(١) قال أبو بَكْر بن أبي داود -رحمه الله تعالى-: هذا قولي وقول أبي، وقول أَحْمَد ابن حَنْبَل -رحمه الله-، وقول من أدركنا من أهل العلم، وقول من لم ندرك ممن بلغنا قوله، فمن قال عَلِي غير هذا فقد كذب.
قلت: أخرج هذه المنظومة الآجُرْي في آخر كتابه "الشريعة"(٢)، ورواها عن شيخه ابن أبي داود، فقال:"وقد كان أبو بَكْر ابن أبي داود -رحمه الله تعالى- أنشدنا قصيدة قالها في السنة، وهذا موضعها، فانا أذكرها ليزداد بها أهل الحق بصيرة وقوة -إِن شاء الله-، أملى عَلِينا أبو بَكْر بن أبي داود في مسجد الرصافة في يوم الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة تسع وثلاثمائة، فقال … فذكرها".
ومن لطائف نظمه -رحمه الله- ما أخرجه الخَطِيْب في "تارِيْخه" أخبرنا عَلِي بن مُحَمَّد بن الحَسَن الحَرْبي (٣) قال: أنشدنا أبو الحُسَيْن عَلِي بن يحيى بن إِسْحاق الواسِطِي (٤) -في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، في جامع المَدِيْنَة-، قال: أنشدنا ابن أبي داود لنفسه:
إِذا تَشَاجَر أَهْلُ العِلْم في خَبَرٍ … فَلْيَطْلبِ البَعْض من بعض أَصْولهمُ
(١) من البيت رقم (١٩) إِلى (٢٥) ليس في مطبوعات هذه القصيدة. (٢) (٥/ ٢٥٦٣). (٣) قال الخَطِيْب في "تارِيْخِه" (١٢/ ١٠١): كان صدوقًا يتفقه بمذهب مالك. (٤) قال الحُسَيْن بن أحْمَد بن عَبْد الله بن بُكَيْر: كان يتشيع، وكان غيره أثبت منه. "تارِيْخ بَغْداد" (١٢/ ١٢٣).