للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة خيرا من الدنيا وما فيها" (١). ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ [النساء: ١٥٩]، وأحاديث الدجال، وعيسى ابن مريم ، ينزل من السماء ويقتله، ويخرج يأجوج ومأجوج في أيامه بعد قتله الدجال، فيهلكهم الله أجمعين في ليلة واحدة ببركة دعائه عليهم: ويضيق هذا المختصر عن بسطها.

وأما خروج الدابة وطلوع الشمس من المغرب، فقال تعالى: ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾ [النمل: ٨٢]. وقال تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾ [الأنعام: ١٥٨]، وروى البخاري عند تفسير الآية، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس آمن [من] عليها، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل" (٢). وروى


(١) صحيح ورواه مسلم أيضا "١/ ٩٣ - ٩٤"، وهو مخرج في "الصحيحة" برقم "٢٤٥٧"، واعلم أن أحاديث الدجال ونزول عيسى متواترة يجب الإيمان بها، ولا تغتر بمن يدعى فيها أنها أحاديث آحاد، فإنهم جهال بهذا العلم، وليس فيهم من تتبع طرقها ولو فعل لوجدها، متواترة كما شهد بذلك أئمة هذا العلم كالحافظ ابن حجر وغيره، ومن المؤسف حقا أن يتجرأ البعض على الكلام فيما ليس من اختصاصهم، لا سيما والأمر دين وعقيدة!
وإن من هؤلاء أخيرا المدعو عز الدين بليق في كتابه "موازين القرآن والسنة" الذي زعم فيه تقليدا لغيره ممن لا معرفة عنده بهذا العلم: "أن روايات نزول عيسى بعد الدجال إنما هي من رواية وهب بن منبه وكعب الأحبار" وهذا اختلاق محض، فلا وجود لهما في شيء منها مطلقا، وقد كنت قديما خرجت نحو أربعين حديثا ليس لهما فيها ذكر!
(٢) صحيح، ورواه مسلم أيضا "١/ ٩٥" بلفظ: "فإذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم أجمعون، فيومئذ لا ينفع … "، وهو رواية للبخاري بنحوه، وله عندهما شاهد من حديث أبي ذر.

<<  <   >  >>