للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صريف الأقلام، فهذه الأقلام هي التي تكتب ما يوحيه الله من الأمور التي يدبرها، أمر العالم العلوي والسفلي.

قوله: "فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه أنه كائن، ليجعلوه غير كائن -لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه، ليجعلوه كائنا- لم يقدروا عليه. جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة".

ش: تقدم حديث جابر عن رسول الله ، قال: جاء سراقة بن مالك بن جعشم، فقال: يا رسول الله، بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيم العمل اليوم، أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير؟ أم فيما استقبل؟ قال: "لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير" (١). وعن ابن عباس ، قال: كنت خلف رسول الله يوما، فقال: "يا غلام ألا أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله، واذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف" (٢). رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي: "احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا".

وقد جاءت "الأقلام" في هذه الأحاديت وغيرها مجموعة، فدل ذلك على أن للمقادير أقلاما غير القلم الأول، الذي تقدم ذكره مع اللوح المحفوظ.

والذي دلت عليه السنة أن الأقلام أربعة، وهذا التقسيم غير التقسيم المقدم ذكره:


(١) صحيح وتقدم "برقم ٢٤٠".
(٢) صحيح لغيره وقد خرجته في "السنة" لابن أبي عاصم "٣١٦ - ٣١٨".

<<  <   >  >>