للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: فقال لهم: "ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم". قال: فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله لم أشهده، بما غبطت نفسي بذلك المجلس، أني لم أشهده (١). ورواه ابن ماجه أيضا. وقال تعالى: ﴿فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾ [التوبة: ٦٩]، الخلاق: النصيب، قال تعالى: ﴿وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ [البقرة: ٢٠٠]، أي استمتعتم بنصيبكم كما استمتع الذين من قبلكم بنصيبهم وخضتم كالذي خاضوا، أي كالخوض الذي خاضوه، أو كالفوج أو الصنف أو الجيل الذي خاضوا. وجمع سبحانه بين الاستمتاع بالخلاق وبين الخوض، لأن فساد الدين إما في العمل وإما في الاعتقاد، فالأول من جهة الشهوات، والثاني من جهة الشبهات. وروى البخاري عن أبي هريرة ، أن النبي قال: "لتأخذن أمتي مأخذ القرون قبلها شبرا بشبر، وذراعا بذراع"، قالوا: فارس والروم؟ قال: "فمن الناس إلا أولئك" (٢). وعن عبد الله بن عمر ، قال: قال رسول الله : "ليأتين على أمتي ما أتى على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية كان من أمتي من يصنع ذلك، وإن بني اسرائيل تفرقوا على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة". قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي" (٣). رواه الترمذي. وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: "تفرقت [اليهود] على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة" (٤)، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة. رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.


(١) صحيح، رواه أحمد وغيره بسند جيد.
(٢) أخرجه البخاري في "الاعتصام" وكذا أحمد "٢/ ٣٢٥، ٣٦٧".
(٣) ضعيف بهذا السياق، وقد حسنه الترمذي في بعض النسخ، وهو ممكن باعتبار شواهده، ولذلك أوردته في "صحيح الجامع" "٥٢١٩" و"الصحيحة" "١٣٤٨".
(٤) صحيح، وهو مخرج في "الصحيحة" "٢٠٣".

<<  <   >  >>