[ب د ا] وفي عبد الله بن محمد بن ميكال وابنه أبي العباس قال الدريدي قصيدته المشهورة في الدنيا التي مدحهم بها.
[ب د] سمعت أبا العباس، وقد سُئِل عن مقصورة الدريدي فقال: أنشدنيها مؤدِّبي أبو بكر الدريدي، ثم قرأتها عليه مرارًا، فسألناه أن ينشدناها فقال: أنشدنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد:
[ب د] أما تَرَي رأسي حاكى لونه (١) … طرة صبحٍ تحت أذيالِ الدُّجى
[ب] واشتعل المبيض في مسوده … مثل اشتعال النار في جزلِ الغضا
[د] إلى أن بلغ إلى الأبيات، التي مدحهم الدريدي فيها، فقال: هذه الأبيات قد ذُكرنا فيها، فلو أنشدها بعضكم؟ فقرأها عليه أبو منصور الفقيه، وأقرَّ بها، وهي:
[ب د] إن العراق لم أفارق أهله … عن شنآن صدَّني ولا قلى
[ب] ولا أطبّي عيني مذ باينتهم … شيء يروق الطرف من هذا الورى
[ب] هم الشناخيب المنيفات الذرى … والناس أذحال سواهم ولقى
هم البحور زاخرٌ آذيها … والناس ضحضاح ثغابٌ وأضا
إن كنت أبصرت لهم من بعدهم … مثلًا فأغضيت على وخز السفا
حاشا الأميرين اللذين أوفدا … على طلا من نعيم قد ضفا
هما اللذان أثبتا لي أملًا … قد وقف الشيأس به على شفا
تلافيا العيش الذي رنَّقه … صرف الزمان فاستساغ وصفا
وأجريا ماء الحيالى رغدًا … فاهتز غصن بعدما كان ذوى
هما اللذان سَمَوا بناظري … من بعد إغضائي على لذع القذى
هما اللذان عمرا لي جانبًا … من الرجا قد كان قدمًا قد عفا
وقلَّداني مِنَّةً لو قُرِنَتْ … بشكر أهل الأرض عني ما وفى
بالعشر من معشارها وكان كال … بحسوة في آذيَّ بحر قد طما (٢)
[ب ت س] إن ابن ميكال الأمير انتاشني … من بعد ما قد كنت كالشيء اللقى
[ب ت س] ومدَّ ضبعيّ أبو العباس من … بعد انقباض الذرع والباع الوزى
(١) ذكر ياقوت في معجم الأدباء الشطر الأول من البيت.
(٢) إلى هنا النقل من الأنساب فقط.