وقال تعالى: أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (٣١)[الكهف: ٣١] ، وهذا نهر الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) .
[الكوثر: ١] .
وقد رآه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وحدثنا عنه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم:(بينما أنا أسير في الجنّة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدّرّ المجوّف قلت ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الّذي أعطاك ربّك فإذا طينه مسك أذفر)«١» .
وهذه الأنهار تنشق من بحر العسل والخمر والماء واللبن.
ففي سنن الترمذي بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إنّ في الجنّة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللّبن وبحر الخمر ثمّ تشقّق الأنهار بعد)«٢» .
[(و) عيون الجنة:]
وانظر أخي المؤمن إلى عيون الجنة الكثيرة النضاخة المختلفة الطعوم والمشارب
(١) أخرجه البخاري ك/ الرقائق ب/ في الحوض. (٢) أخرجه الترمذي ك/ صفة الجنة ب/ ما جاء في صفة أنهار الجنة، وأحمد في أول مسند البصريين من حديث معاوية بن حيدة وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي ٢/ ٣١٩ برقم ٢٠٧٨.