وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت عليَّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستفتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله! قدمت عليَّ أمي وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال:((نعم، صلي أمَّكِ)) (١).
رابعاً: الإخلاص شرط في قبول الصدقات:
فلا تقبل الصدقة إلا إذا أريد بها وجه الله والدار الآخرة للأدلة المذكورة على النحو الآتي:
١ - الإخلاص أعظم ما أمر الله به، قال الله تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ}(٢).
٢ - الإخلاص شامل لأنواع العبادات، قال - عز وجل -: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}(٣).
٣ - إسلام الوجه لله: هو الإخلاص، قال الله سبحانه:{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ}(٤).فإسلام الوجه إخلاص القصد والعمل لله، والإحسان فيه متابعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسنته (٥).
٤ - الإخلاص يحصل به الأجر العظيم، قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ
(١) متفق عليه: البخاري، كتاب الأذان، باب الهدية للمشركين، برقم ٢٦٢٠، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج، والأولاد والوالدين، ولو كانوا مشركين، برقم ١٠٠٣. (٢) سورة البينة, الآية: ٥. (٣) سورة الأنعام، الآيتان: ١٦٢ - ١٦٣. (٤) سورة النساء, الآية: ١٢٥. (٥) مدارج السالكين لابن القيم، ٢/ ٩٠.