٧ - وعن عائشة رضي الله عنها قالت:((كان فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أدَم وحشوُهُ ليف)) (٢).
٨ - ومع هذا كله يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً)) (٣).
٩ - وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((قد أفلح من أسلم، ورُزِق كفافاً, وقنَّعَه الله بما آتاه)) (٤).
وأما قوله في التزهيد في الدنيا والتحذير من الاغترار بها، فكثير، ومنه:
١٠ - دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - السوق يوماً فمرَّ بجدي صغير الأذنين ميت، فأخذه بأذنه ثم قال:((أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟)) قالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال:((أتحبون أنه لكم؟)) قالوا: والله لو كان حيًّا كان عيباً فيه؛ لأنه أسكٌّ (٥) فكيف وهو ميت؟ فقال:((فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم)) (٦).
١١ - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه؛ جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه
(١) انظر: فتح الباري لابن حجر، ٩/ ٥١٧، ٥٤٩. (٢) البخاري، كتاب الرقاق، باب كيف كان يعيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، برقم ٦٤٥٦. (٣) متفق عليه: البخاري، كتاب الرقاق، باب كيف كان يعيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، برقم ٦٤٦٠، ومسلم، كتاب الزكاة، باب الكفاف والقناعة، واللفظ له، برقم ١٠٥٥. (٤) مسلم، كتاب الزكاة، باب الكفاف والقناعة، برقم ١٠٥٤. (٥) الأسك: مصطلم الأذنين مقطوعهما. (٦) مسلم، كتاب الزهد والرقائق، برقم ٢٩٥٧.