كتب بعضُ الحكماء إِلَى أخٍ له كان حريصًا عَلَى الدُّنْيَا: أما بعد؛ فإنَّك أصبحت حريصًا عَلَى الدُّنْيَا، تخدمها وهي تزجرك عن نفسِها بالأعراضِ والأمراض والآفاتِ والعلل، كأنَّكَ لم ترَ حريصًا محرومًا، ولا زاهدًا مرزوقًا، ولا ميتًا عن كثيرٍ، ولا متبلغًا من الدُّنْيَا باليسير.
عاتَبَ أعرابيٌّ أَخَاه عَلَى الحرصِ، فَقَالَ له: يا أخي، أنت طالبٌ ومطلوبٌ، يطلبك من لا تفوتُه وتطلبُ أنت من قد كُفِيتَه، يا أخي ألم ترَ حريصًا محرومًا وزاهدًا مرزوقًا.