[الباب الحادي عشر في شرف أهل الحب وأن لهم عند الله أعلى منازل القرب]
في الصحيحين (١) عن أنس "أَنَّ رَجُلا سَأَلَ النَّبِى - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ (كَثِيرِ)(*) صَلاةٍ وَلا صِيامٍ وَلا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّى أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ.
وفي رواية للبخاري (٢): "فقلنا: ونحن كذلك؟ قال: نعم" [قال أنس](**) ففرحنا يومئذ فرحًا شديدًا.
وفي رواية لمسلم (٣): "قال أنس فما فرحنا بعد الإسلام فرحًا أشد من قوله: "أنت مع من أحببت" قال أنس: "فأنا أَحَبّ الله -عز وجل- ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم".
قال بعض العارفين:"يكفي (المحبين)( ... ) شرفًا هذه المعية".
وقد قدمنا في أول [هذا](**) الكتاب أن محبة الله الواجبة تستلزم امتثال طاعته واجتناب معصيته، وكذلك محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين لهم
(١) أخرجه البخاري (٦١٧١)، ومسلم (٢٦٣٩). (*) في المطبوع: "كبير". (٢) برقم (٦١٦٧). (**) من المطبوع. (٣) برقم (٢٦٣٩/ ١٦٣) وكذا البخاري (٣٦٨٨). ( ... ) في المطبوع: "للمحبين".