وعمر بن حمزة لا يتحمل مثل هذا الحديث لمخالفة غيره له، والصحيح أنه موقوف على أبى هريرة.» (١).
وأعلَّ هذه اللفظة الألباني بالنكارة، وقال:«وعمر هذا وإن احتج به مسلم فقد ضعفه الإمام أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، ولذلك أورده الذهبي في «الميزان» وذكره في «الضعفاء»، وقال:«ضعفه ابن معين لنكارة حديثه». وقال الحافظ في «التقريب»: «ضعيف». انتهى كلام الألباني (٢).
نعم صحح الألباني حديثاً آخر في الأمر بالاستقاء وهو حديث أبي زياد الطحان، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه رأى رجلاً يشرب قائماً، فقال له:«قِهْ» قال: لَِمهْ؟ قال:«أيسرك أن يشرب معك الهر؟» قال: لا. قال:«فإنه قد شرب معك من هو شر منه: الشيطان»(٣).
لكن خالفه الشيخ شعيب الأرناؤوط رحمه الله، وأعل الحديث، فقال:«غريب تفرد بروايته أبو زياد الطحان عن أبي هريرة، والغرابة بينة في متنه»(٤).
قلت: أبو زياد الطحان قال عنه الذهبي: «لا يُعرف»، لكن نقل ابن أبي حاتم عن ابن معين توثيقه، وقال أبو حاتم: شيخ صالح الحديث، فمثل هذا لا يحتمل التفرد برواية هذا الحديث، والله أعلم.