وقول الله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} ١. وعن أبي هريرة مرفوعا: قال الله تعالى: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" رواه مسلم٢.
وعن أبي سعيد مرفوعا:"ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى. قال: الشرك الخفي: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته، لما يرى من نظر رجل" رواه أحمد٣.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية الكهف.
الثانية: الأمر العظيم في رد العمل الصالح إذا دخله شيء لغير الله.
الثالثة: ذكر السبب الموجب لذلك وهو كمال الغنى.
الرابعة: أن من الأسباب أنه خير الشركاء.
الخامسة: خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه من الرياء.
السادسة: أنه فسر ذلك بأن المرء يصلي لله، لكن يزينها لما يرى من نظر رجل.
١ سورة الكهف آية: ١١٠. ٢ رواه مسلم: كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله (٤ /٢٢٨٩) حديث رقم (٢٩٨٥) . (المسند) ٣ /٣٠. وابن ماجه (السنن) ٢ /١٤٠٦ (كتاب الزهد) (باب الرياء والسمعة) من طريق ربيح بن عبد الرحمن ابن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن أبي سعيد قال: خرج علينا رسول الله (ونحن نتذاكر المسيح الدجال الحديث. قال البوصيري (مصباح الزجاجة) ٣ /٢٩٦: (هذا إسناد حسن, كثير بن زيد وربيح بن عبد الرحمن مختلف فيهما) . اهـ.