وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: (كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، فقال لي:"يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله"؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال:"حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا، قلت: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا" أخرجاه في الصحيحين ٣.
فيه مسائل:
الأولى: الحكمة في خلق الجن والإنس.
الثانية: أن العبادة هي التوحيد؛ لأن الخصومة فيه.
الثالثة: أن من لم يأت به لم يعبد الله، ففيه معنى قوله:{وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} ٤.
الرابعة: الحكمة في إرسال الرسل.
الخامسة: أن الرسالة عمت كل أمة.
السادسة: أن دين الأنبياء واحد.
السابعة: المسألة الكبيرة: أن عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت، ففيه
١ سورة الأنعام آية: ١٥١- ١٥٣. ٢ رواه الترمذي (السنن) ٥ / ٢٦٤ (كتاب تفسير القرآن) (باب ومن سورة الأنعام) حديث رقم ٣٠٧٠ وقال: (هذا حديث حسن غريب) . وفي إسناده (داود الأودي) وهو داود بن يزيد الأودي قال فيه ابن حجر في (التقريب) ١ / ٢٣٥: ضعيف. اهـ. ٣ رواه البخاري في صحيحه: كتاب الجهاد باب اسم الفرس والحمار (٣ / ١٠٤٩) حديث رقم (٢٧٠١) . ومسلم: كتاب الإيمان, باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا (١ / ٥٨) حديث رقم (٣٠) . ٤ سورة الكافرون آية: ٣.