والغريب جدا أن هذه النظرة الغبية كانت منتشرة في الطب الحديث وفى المستشفيات، حيث يبعد الطفل المولود عن أمه لمدة (٢٤) ساعة أو (٤٨) ساعة قبل أن ترضعه، واستمر هذا الإجراء الخاطئ بل الشديد الخطأ إلى السبعينيات من هذا القرن في أوروبة وإلى الثمانينيات من القرن العشرين في معظم دول العالم الثالث، وربما في بعض المستشفيات إلى اليوم.
ويمتاز اللبا بكثافته وبغناه بالبروتينات، وبالذات الكلوبيولينات المناعية (Immunoglobulins) التي لها خاصية مدافعة الأمراض ومقاومتها، وأكثرها وجودا الكلوبيولين المناعي من نوع (أ) الإفرازي (Secretary Immunoglobulin lgA) وهو بروتين مهم لمقاومة مختلف أنواع البكتريا وبعض أنواع الفيروسات مثل فيروس شلل الأطفال وفيروس الحصبة وفيروس النكاف وفيروس التهاب الدماغ اليابانى.
ومن ميزات اللبا أنه يحتوى على فيتامين (أ) وتركيز الكلور والصوديوم، وله قدرة عجيبة على تليين أمعاء الطفل، وبالتالي إفراز مادة العقي (Meconium) التي لوبقيت في الأمعاء لأضرت بالطفل وسببت انسدادا في أمعائه.
ويحتوي اللبا أيضا على العديد من الخلايا البيضاء واللمفاوية المقاومة للأمراض، كما يحتوي على أكثر من مائة أنزيم وعلى معادن مختلفة وخاصة عنصر الزنك، بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات.