والقرآن الكريم ذكر هذا الحوار الذي دار بين الأنبياء عليهم السلام وبين قومهم في آيات أخرى بلفظ الجدال، مما يدل دلالة واضحة أن الجدال نوع من أنواع الحوار، ومن تلك الآيات:
فالآيات السابقة تدل دلالة واضحة على جواز الحوار والجدال والمناظرة (١) ، بل على وجوبه إذا تعين أنه السبيل الوحيد لإبلاغ الدعوة، يقول الإمام الغزالي:(فعلم أن المدعو إلى الله تعالى بالحكمة قوم، وبالموعظة قوم، وبالمجادلة قوم، والخطاب يجب أن يتمايز وأن يتقن تصنيفه حسب هذه الأصناف، لأن الحكمة إذا غذي بها أهل الموعظة أضرت كما تضر بالطفل الرضيع التغذية بلحم الطير)(٢) .
(١) يرى الإمام الجويني أنه لا فرق بين الجدل والمناظرة، الكافية، ص١٩، ١٣٩٩هـ، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة. (٢) إحياء علوم الدين: ١/٢٩.