قال عبد الله بن أحمد: وسمعت أبي يقول: كان هشيم يومًا يقول: حدثنا وأخبرنا ثم ذكر أنه لم يسمع فقال: يا صباح، قل لهم توسعون الطريق حتى يمر الصبي والمرأة، ثم قال: فلان عن يونس، وفلان عن مغيرة (١).
قال الدوري: سمعت يحيى يقول: سمعت هشيمًا يحدث يومًا، فقال: حدثنا علي بن زيد، ثم ذكر أنه لم يسمعه من علي بن زيد، فتنحنح ثم قال: سووا الطريق، ثم قال: قال علي بن زيد (٢).
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال: زعم مجالد عن الشعبي قال: كان زياد يشتو بالبصرة ويحمل شريح معه يصيف بالكوفة.
قال أبي: أرى هشيمًا تلقه - يعني دلسه - من هيثم بن عدي.
سمعت أبي يقول: حدثنا يوم هشيم قال: أخبرنا ابن شبرمة، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس: حرمت الخمر بعينها، ثم قص الحديث.
قال أبي: أخبرني أبو الأحوص محمد بن حيان أن هشيمًا حدثهم عن ابن شبرمة ثم حرك هشيم شفتيه فقال: عمن حدثه، ثم قال: عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن عباس هذا الحديث.
قال أبي: ابن شبرمة لم يسمع من عبد الله بن شداد شيئًا (٣).
(١) "العلل ومعرفة الرجال" رواية عبد الله (٢/ ٢٥٠). (٢) "تاريخ الدوري" (٤/ ٣٨٨). (٣) قال المحقق: أخرجه النسائي في "سننه" (٨/ ٣٢٠) من طريق القواريري عن عبد الوارث قال: سمعت ابن شبرمة يذكره عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: حُرمت الخمر قليلها وكثيرها والسكر من كل شراب. ثم قال: ابن شبرمة لم يسمعه من عبد الله بن شداد. ثم روى من طريق هشيم عن ابن شبرمة قال: حدثني الثقة عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس: حرمت الخمر بعينها قليلها. فهذا دليل على أن هشيمًا كان يدل فيه تدليس التسوية، فكان يحذف شيخ شيخه في بعض المرات.