أولًا: ما ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - , صلى على النجاشي صلاة الغائب، روى الإمام البخاري بسنده عن عطاء, عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على النجاشي, فكنت في الصف الثاني أو الثالث" (١).
وفي رواية أخرى عند البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - صفّ بهم بالمصلى فكبر عليه أربعًا (٢) ".
ثانيًا: احتجوا بما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه كان يصلي على قبر الميت إذا فاتته الصلاة عليه, والميت في القبر يعتبر غائب فكذلك الحال إذا كان الميت غائبًا في الأصل (٣).
وقد استدلوا على إثبات صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - على القبر بأدلة كثيرة منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن امرأة - أو رجلًا - كانت تقم المسجد - ولا أراه إلا امرأة - فذكر حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنه صلى على قبرها»(٤).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مر بقبر قد دفن ليلًا، فقال:«متى دفن هذا؟» قالوا: البارحة، قال:«أفلا آذنتموني؟» قالوا: دفناه في ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك، فقام، فصففنا خلفه، قال ابن عباس: وأنا فيهم فصلى عليه (٥).
مناقشة الأدلة:
اعترض الحنفية والمالكية على أدلة الشافعية والحنابلة بإعتراضات كثيرة وردود عديدة أذكر أهمها:
أولًا: قال الإمام يوسف أفندي زاده (٦): وأجابوا عن قصة النجاشي بأمور:
(١) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب من صف صفين أو ثلاثة على الجنازة خلف الإمام (٢/ ٨٦) (١٣١٧). (٢) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب الصلاة على الجنائز بالمصلى والمسجد (٢/ ٨٨) (١٣٢٧). (٣) المجموع (٥/ ٢٤٧ - ٢٤٩). (٤) صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب الخدم المسجد (١/ ٩٩) (٤٦٠). (٥) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب صفوف الصبيان مع الرجال في الجنائز (٢/ ٨٧) (١٣٢١). (٦) كما في (ص:٦٢٧)، "باب: الصفوف على الجنازة".