وهذه النصوص كلها من كلام درويش تدل على مقدار السفه الحداثي الذي يتخذ من القرآن العظيم وسوره غرضًا للسخرية، ورمزًا للضياع والتخلف والانحطاط، وتاللَّه ما أصيبت الأمة بما أصيبت به من هوان ومذلة إلّا عندما تركت القرآن ونهجه {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}(٢).
وليس هذا مجرد قول ينبع من عاطفة إيمانية دينية -كما يحلوا للحداثيين أن يقولوا- ولكنها شواهد التاريخ والواقع تدل على ذلك أبلغ دلالة، أمّا التاريخ فيعرف العالم كيف كانت أمة الإسلام سيدة الأمم وماحية الظلم لما كانت مستمسكه بهدى اللَّه تعالى.
وأمّا الواقع فيكفي أن نرى اليوم ونلمس ونشاهد التآلب العالمي الهائل والكبير على دعاة الإسلام وعلمائه الذين يدعون إلى تطبيق الإسلام تطبيقًا شاملًا، والخوف اليهودي من نمو وازدهار الحركات والدعوات الإسلامية في
(١) المصدر السابق: ص ٦١٠. (٢) الآية ١٢٤ من سورة طه.