وخالف (١) في ذلك آخرون، منهم عبدُ الحق الإشبيليُّ والقرطبيُّ (٢)، وقالوا (٣): السؤال لهذه الأمة ولغيرها (٤).
وتوقَّف في ذلك آخرون، منهم أبو عمر بن عبد البر، فقال: وفي حديث زيد (٥) بن ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«إن هذه الأمة تُبتلى في قبورها»(٦). ومنهم (٧) من يرويه: «تُسأل»(٨). وعلى هذا اللفظ يحتمل أن تكون هذه الأمة خُصَّت بذلك، فهذا (٩) أمر لا يُقطَع عليه (١٠).
وقد احتجَّ مَن خصَّه بهذه الأمة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ هذه الأمة تُبتلى في
(١) (ب، ط، ن، ج): «وخالفه». (٢) «منهم ... القرطبي» ساقط من (ب، ج). و «القرطبي» فقط ساقط من (ط). (٣) (أ، غ): «وقال». (٤) (ب، ط، ن، ج): «وغيرها». وانظر قول عبد الحق في كتاب العاقبة (٢٤٦). وقد صوَّبه القرطبي في التذكرة (٤١٥). (٥) (ب، ط، ج): «يزيد». وكان في الأصل أيضًا هكذا ثم أصلح. وقد سبق الحديث في المسألة الملحقة بالسادسة (ص ١٥٠). (٦) (ب، ط، ج): «قبورهم». (٧) الواو ساقطة (ب، ط، ن، ج). (٨) تحرف في (ب، ج) إلى «قال»، ثم زاد قبله في (ط) «يسأل». وفي (ن): «ولا يسأل»، خطأ. (٩) (ب، ط، ج، ن): «وهذا». (١٠) التمهيد (٢٢/ ٢٥٣). وانظر تذكرة القرطبي (٤١٤).