وقرأ الباقون فيهن بالضم، وهما لغتان كالفقر والفقر.» «١»
ومنه قوله تعالى: تُساقِطْ عَلَيْكِ [مريم ٢٥]، قراءة يعقوب:(يسّاقط) بياء مفتوحة وسين مشددة. قال الأزهري: «قوّى قراءة يعقوب ما حدثنا محمد بن إسحاق عن الصغاني عن أبي عبيد عن يزيد عن هارون عن جرير بن حازم عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقرأ: (يسّاقط). وروي عن مسروق مثله.» «٢»
ومنه قوله تعالى: فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ [الأحقاف ٢٥]، قال ابن خالويه: «قرأ عاصم وحمزة: (لا يرى إلا مساكنهم) بالياء على ما لم يسم فاعله، و (مساكنهم) بالرفع على تقدير: لا يرى شيء إلا مساكنهم. وقرأ الباقون:
(لا ترى) بالتاء على خطاب النبي عليه السلام، (إلا مساكنهم) بالنصب مفعول بها، أي: قد هلكوا فلا يحسّ لهم أثر خلا المنازل والمساكن. واحتج أصحاب هذه القراءة بما حدثني ابن مجاهد عن السّمّري عن الفراء قال: حدثني محمد بن الفضل الخراساني عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقرأ: (لا ترى إلا مساكنهم).» «٣»
ومنه قوله تعالى: وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ [البقرة ٤٨]، قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب:(ولا تقبل) بالتاء، وقرأ الباقون:(ولا يقبل) بالياء.
قال مكي في الاحتجاج للقراءة بالياء:«وذكر أبو عبيد عن ابن مسعود أنه قال: ذكّروا القرآن، وإذا اختلفتم في الياء والتاء فاجعلوها ياء.»«٤»
- ومن الآخر قوله تعالى: وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ [البقرة ١٦٤]، قرأ حمزة والكسائي وخلف:(الريح) بالإفراد، وقرأ الباقون:(الرياح) بالجمع.