- ما جاء في كتب الاحتجاج من فقه القلب قليل نادر، ومنه أن الأصل في القلب يعرف بسعة تصرفه «٣»، قال أبو علي:
«ومن قال: استأيس الرّسل [يوسف ١١٠] قلب العين إلى موضع الفاء فصارت: استعفل، ولفظه: استأيس، ثم خفف الهمزة وأبدلها ألفا ...
وقد قلب هذا الحرف في غير هذا الموضع، قالوا: أيس يأيس، وهذا مقلوب من يئس ييأس، وهو الأصل، يدلّك على ذلك أن المصدر لا نعلمه جاء إلا على تقديم الياء ... » «٤»
- ومنه أيضا أن القلب يكون في الكلمة الواحدة، أو فيما هو كالكلمة الواحدة إذا كثر استعمالها، قال أبو علي: «فأما قوله: كَأَيِّنْ [الطلاق ٨] وقراءة من قرأ
(١) انظر الحجة (ع): ٤/ ٢٢٨، وانظر الخصائص: ٢/ ٧٩ - ٨١. والتيهورة: القطعة الصعبة من الرمل، من قولهم: تهوّر الجرف، وانهار الرمل. (٢) انظر المحتسب: ١/ ٢٦٢، وانظر الخصائص: ٢/ ٧٦. والذي أميل إليه أنه مصدر الفعل (اتّجه)، وهو اتّجاه، حذفت منه الهمزة والتاءان من أوله، فأصبح: جاه. (٣) انظر الخصائص: ٢/ ٧٠. (٤) الحجة (ع): ٤/ ٤٣٣ - ٤٣٤. فأما (إياس) فليس مصدرا ل (أيس) ولا هو من لفظه، وإنما هو مصدر آس يئوس، أي: أعطى. انظر الخصائص: ٢/ ٧١. وذكر ابن جني أمارة أخرى على القلب في (أيس)، وهي أنه لو لم يكن مقلوبا لوجب إعلاله، وأن يقال فيه: است أآس، كهبت أهاب. انظر الخصائص: ٢/ ٧٠ - ٧٢، ٤٣٩ - ٤٤٠.