إما أن يكون مأخوذا من السنة، والمعنى لم تأت عليه السنون فتغيره، و (السنة) يجتذبها أصلان: الواو والهاء، يقال: اكتريت غلامي مساناة ومسانهة، فإن كان من (س ن هـ)، فالهاء لام الفعل، وسكونها علامة الجزم؛ وإن كان من (س ن و)، فالهاء للسكت، ولام الكلمة حذفت للجزم.
وإما أن يكون مأخوذا من حَمَإٍ مَسْنُونٍ [الحجر ٢٦]، أي: متغيّر، يقال: سنّ اللحم إذا تغيّر ريحه، فيكون أصل (يتسنه): يتسنّن، أبدلوا من النون الأخيرة ياء لاجتماع ثلاث نونات، وقلبت ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وحذفت للجزم، والهاء للسكت «١».
- وجاء من هذا الإبدال قدر صالح، نحو (دينار) لقولهم: دنانير، و (قيراط) لقولهم: قراريط، و (ديماس) فيمن قال: دماميس «٢»، و (ديباج) فيمن قال:
دبابيج «٣»، و (شيراز) فيمن قال: شراريز «٤»، وقال الشاعر «٥»:
(١) وأما من جعله من (أسن الماء إذا تغيّر)، فقد وهم، لأنه لو كان كذلك لقيل فيه: لم يتأسّن. (٢) الدّيماس: الحمّام، والكنّ، والسّرب المظلم؛ ويجمع على دياميس ودماميس. انظر اللسان: مادة (د م س)، ٤/ ٤٠٣. (٣) الدّيباج: ضرب من الثياب يتخذ من الإبريسم، ويجمع على ديابيج ودبابيج. انظر اللسان: مادة (د ب ج)، ٤/ ٢٧٨. (٤) الشّيراز: اللّبن الرائب المستخرج ماؤه، ويجمع على شواريز وشراريز. انظر القاموس المحيط: الفيروزآبادي، دار الفكر، بيروت، ١٩٧٨ م، مادة (ش ر ز)، ص ٢/ ١٧٨. (٥) سعد بن قرط، والبيت في المحتسب: ١/ ٤١، ٢٨٤؛ وإعراب الشواذ: ١/ ٩٣؛ وشرح شواهد المغني: السيوطي، دار مكتبة الحياة، بيروت، ص ١/ ١٨٦؛ وشرح الأشموني على ألفية ابن مالك، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، ص ٣/ ١٠٩.