قالت سليمى اشتر لنا سويقا ... واشتر وعجّل خادما لبيقا
فأجرى التاء والراء من (اشتر) مع اللام من (لنا) وذلك منفصل مجرى المتصل نحو: كتف وفخذ، فأسكنوا الراء من (اشتر) كما أسكنوا التاء من (كتف).» «١»
- وذهب مكي وابن أبي مريم إلى أن حذف الحركات إذا كانت علامات إعراب ضعيف، كراهة زوال علمه «٢»، في حين ذهب أبو علي إلى التسوية بين حركات الإعراب وغيره فقال:«وأما الإسكان في يَجْمَعُكُمْ [التغابن ٩] فعلى ما يجيز به سيبويه من إسكان الحركة إذا كانت للإعراب، كما يسكنها إذا كانت لغيره «٣». ومثيل ذلك من الشعر قول جرير «٤»:
سيروا بني العمّ فالأهواز منزلكم ... ونهر تيرى ولا تعرفكم العرب «٥»» «٦»
وقال أيضا:«وليس يختلّ بذلك دلالة الإعراب، لأن الحكم بمواضعها معلوم، كما كان معلوما في المعتل والإسكان للوقف.»«٧»
- وذهب بعض أصحاب الاحتجاج إلى أن إسكان المتحرك إنما بابه الشعر، قال الأزهري في قراءة حمزة: وَمَكْرَ السَّيِّئِ [فاطر ٤٣] بإسكان الهمزة:
(١) الهداية: ١/ ١٥٧ - ١٥٨. (٢) انظر الكشف: ٢/ ٢١٢، والموضح: ١/ ٣٠٢. (٣) مذهب سيبويه جواز إسكان المرفوع والمجرور في الشعر دون المنصوب. انظر الكتاب: ٤/ ٢٠٣ - ٢٠٤. (٤) انظر ديوان جرير، بشرح محمد بن حبيب، تحقيق: د. نعمان محمد أمين طه، دار المعارف، مصر، ١٩٦٩ م، ص ١/ ٤٤١. (٥) هو في هجاء جرير بني العم وأعانوا عليه الفرزدق، ورواية الديوان (فلم تعرفكم)، ولا شاهد فيها. (٦) الحجة (ع): ٦/ ٢٩٦. (٧) الحجة (ع): ٦/ ٣٣، وانظر المصدر نفسه: ٢/ ٥ - ٦، ٦/ ٣٦١.