ويقعد آخرون، فقال رجل لسمرة: هل كانت تمدّ؟ قال: فمن أيش تعجب؟! ما كانت تمدّ إلا من هاهنا، وأشار إلى السماء، وأشار يزيد بن هارون إلى السماء. هذا حديث صحيح (١).
وقال زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقد: حدّثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أنّ سلمان أتى النّبيّ ﷺ بهديّة فقال: لمن أنت؟ قال لقوم، قال: فاطلب إليهم أن يكاتبوك، قال: فكاتبوني على كذا وكذا نخلة أغرسها لهم، ويقوم عليها سلمان حتى تطعم، قال فجاء النّبيّ ﷺ فغرس النّخل كلّه، إلاّ نخلة واحدة غرسها عمر، فأطعم نخله من سنته إلاّ تلك النّخلة، فقال النّبيّ ﷺ: من غرسها؟ قالوا: عمر، فغرسها رسول الله ﷺ بيده، فحملت من عامها. رواته ثقات (٢).
أخبرنا ابن أبي عمر، وابن أبي الخير كتابة عن محمد بن أحمد وجماعة، أنّ فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم، قالت: أخبرنا ابن ريذة، قال: أخبرنا الطّبرانيّ، قال (٣): حدثنا الوليد بن حمّاد الرّملي، قال: حدثنا عبد الله بن الفضل، قال: حدّثني أبي، عن أبيه عاصم بن عمر، عن أبيه، عن جدّه قتادة بن النّعمان قال: أهدي إلى رسول الله ﷺ قوس، فدفعها إليّ يوم أحد، فرميت بها بين يديه حتى اندقّت عن سيتها (٤)، ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله ﷺ ألقى السهام بوجهي، كلّما مال سهم منها إلى وجه رسول الله ﷺ ميّلت رأسي لأقي وجهه، فكان آخر سهم ندرت منه حدقتي على خدّي، وافترق الجمع، فأخذت حدقتي بكفّي، فسعيت بها إلى رسول الله ﷺ، فلمّا رآها في كفّي دمعت عيناه فقال: اللهمّ إن قتادة فدى وجه نبيّك بوجهه، فاجعلها أحسن عينيه وأحدّهما نظرا، فكانت أحدّ عينيه نظرا. غريب، وروي من وجه آخر ذكرناه.
وقال حمّاد بن زيد: حدثنا المهاجر مولى آل أبي بكرة، عن أبي العالية، عن أبي هريرة قال: أتيت رسول الله ﷺ بتمرات، فقلت: ادع لي
(١) الترمذي (٣٦٢٥)، ودلائل النبوة ٦/ ٩٣. (٢) أحمد ٥/ ٣٥٤، ودلائل النبوة ٦/ ٩٧. (٣) المعجم الكبير ١٩/ حديث (١٢). (٤) السِّيَةُ: ما عُطفَ من طرفي القوس.