فقال مالك والشافعي وأحمد في رواية:"الشهيد لا يصلّى عليه"(١).
وقال أبو حنيفة وأحمد في رواية: يصلّى عليه، إلا أن الرواية عن أحمد أن الصلاة عليه على وجه الاستحباب.
وحجة الأولين ما روى جابر:"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بدفن شهداء أحد في دمائهم، ولم يغسلوا، ولم يصلَّ عليهم"(٢).
واحتجّ الحنفية بأحاديث وردت (٣) أنه - صلى الله عليه وسلم - قد صلّى عليهم، منها مُرسَل عطاء، عند أبي داود، ومنها ما روى الحاكم عن جابر أنه صلى عليهم واحداً واحداً. ولفظه:"جيء بحمزة فصلّى عليه. ثم بالشهداء فيوضعون إلى جانب حمزة فيصلّي عليهم ثم يرفعون، ويترك حمزة، حتى صلّى على الشهداء كلهم".
(١) ابن قدامة: المغني ٢/ ٥٢٩ (٢) حديث جابر: متفق عليه. (٣) انظر ابن الهمام: فتح القدير شرح الهداية ١/ ٤٧٥