«إلى أين؟»، قال:«إِلَى بَيتِ المَقدِسِ»، قالوا:«ثُمَّ أصبحتَ بينَ ظَهرانينَا؟!»، قال:«نَعَم»، ـ قال: ـ فَمِن بين مُصَفِّقٍ، ومِن بَينِ واضعٍ يَدَيه على رأسِهِ مُتعجِّبًا للكَذِبِ زعَم! قالوا:«وتَستَطِيعُ أن تَنعَتَ لنا المَسجِدَ؟» وفي القَومِ مَنْ قد سافَرَ إلى ذلك البَلَدِ، ورأى المَسجِدَ.
فقال رسُولُ الله - عليه السلام -: «فَمَا زِلتُ أَنعَتُ، حتَّى الْتُبِسَ عَلَيَّ بَعضُ النَّعتِ، فَجِيءَ بِالمَسجِدِ وَأَنَا أَنظُرُ إِلَيهِ [حتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عَقِيلٍ، فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنظُرُ إِلَيهِ](١)»، قال القومُ:«أمَّا النَّعتَ، فوالله! لَقَد أصابَ»(٢).
٣٨ - [أخبَرَنا ابنُ الحُصَين، قال: أخبَرَنا ابنُ المُذهِبِ، قال: أخبَرَنا أحمدُ بنُ جَعفرٍ، قال: ثنا عبدُ الله بنُ أحمدَ، قال: حدَّثَني أبي، قال: حدَّثَنا يعقُوبُ، ثنا أبي، [عن صالحٍ،](٣) قال: قال ابنُ شِهابٍ، قال أبُو سَلَمة:
سمعتُ جابرَ بنَ عبدِ الله يُحدِّثُ، أنَّهُ سَمِع رسُولَ الله - عليه السلام -، قال:«لمَّا كَذَّبَتنِي قُرَيشٌ حِينَ أُسرِيَ بِي إِلَى البَيتِ المُقَدَّسِ، قُمتُ فِي الحِجرِ، فَجَلَّى اللهُ لِي بَيتَ المَقدِسِ، فَطَفِقتُ أُخبِرُهُم عَن آيَاتِهِ، وَأَنَا أَنظُرُ إِلَيهِ»(٤)] (٥).
(١) ليست في «الأصل». وهي في «م»، و «مُسنَد أحمد». (٢) أخرَجَهُ أحمدُ في «مُسنَده» (٢٨١٩). وإسنادُهُ صحيحٌ. وانظُر: «فضائل البَيتِ المُقدَّس» للخطيب الواسطيِّ (١٥٧ - بتحقيقي). (٣) سقطت من النُّسَخ. وأثبتُّها من «مُسنَد أحمد». (٤) أخرجه أحمدُ في «مُسنَده» (١٥٠٣٤)، بإسنادٍ صحيحٍ. (٥) سقط هذا الحديثُ من «الأصل». وهو في «ن»، و «م». (٦) لم أتبيَّنه، ولعلَّهُ أبُو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ خلفٍ الشِّيرَازِيُّ.