في ذِكر ما جَرَى على بَيت المَقدِس من النَّهبِ والخَرابِ
قال اللهُ - عز وجل -: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ}، أي: في التَّورَاة [أخبَرنَاهُم بذلك](١)، {لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ}[الإسراء: ٤]، أي: في أرضِ مِصرَ بالمَعاصِي، ومُخالَفة التَّوراةِ، وقَتلِ الأَنبِيَاء.
وفي المَقتُولِ من الأَنبِياء في الفَسادِ الأَوَّلِ قولان:
أحدُهُما:[زكريَّا](٢). قالَهُ السُّدِّيُّ، عن أشياخِهِ (٣).
الثَّاني: شَعْيَا (٤).
فأمَّا المقتُولُ في الفَسَاد الثَّانِي، فهو: يحيَى بنُ زكريَّا (٥).
قال مُقاتِلٌ:«كان بَينَ الفَسَادَينِ مِئَتَا سَنةٍ وَعَشرُ سنينَ».
(١) سقطت من «الأصل». وهي في «ن»، و «م». (٢) كذا في «م». وفي «الأصل»، و «ن»: ذكر ما! (٣) أخرَجَهُ ابنُ جَريرٍ في «تفسيرِهِ» (١٤/ ٤٥٦). (٤) في «م»: شعيبًا!
وهذا الرَّأي أخرَجَهُ ابنُ جَريرٍ في «تفسيره» (١٤/ ٤٦٨)، ونَسَبَهُ ابنُ إسحاقَ إلى بعض أهلِ العِلمِ. وقال ابنُ إسحاقَ كما عند الطَّبَرِيِّ: أنَّ بعضَ أهلِ العِلمِ أخبَرَهُ أنَّ زكريَّا مات مَوتًا ولم يُقتَل، وأنَّ المقتُولَ إنَّما هو شَعْيَا. (٥) قال ابنُ جَريرٍ الطَّبَرِيُّ في «تفسيره» (١٤/ ٤٦٩): «وأمَّا إِفسَادُهُم في الأرض المَرَّةَ الأُخرَى، فلا اختِلَافَ بين أهلِ العِلمِ أنَّهُ كان قتلَهُم يحيَى بنَ زكرِيَّا».