وإذا حَصَلَتِ الْوُصْلَةُ استمرَّ ذكرُ القلب ومناجاته وإن عجز اللسان وانقطعت عباراته، ودامت العبادة وأنوارها وإن فترت الحواس وظهرت آثارها، وفي مثل ذلك يقال: نوم العالم عبادة، وآية ذلك أن يعود إلى الذِّكر والعبادة وينشط له على عادته المعتادة، إذا ارتفع الكلال وحصل الاستقلال، فيقول كُلَّما انتبهَ: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، ثم لا يزال ذاكرًا وحامدًا وشاكرًا.
وقد ورد أنَّ أولَّ من يدخل الجنَّةَ الحمَّادون اللهَ على كلِّ حالٍ (١).
آخر المجلس الخامس عشر بمنه وفضله والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه محمدٍ وآله وصحبه وسلم
* * * * *
(١) رواه الحاكم (١/ ٥٠٢)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٢/ ١٩)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٦٩) من حديث ابن عباس مرفوعًا: "أول من يدعي إلى الجنة الذين يحمدون الله في السراء و الضراء". وضعفه الألباني في "السلسلة الضعيفة" (٦٣٢).