وقوله:"فَبَرِأْتُ فَشَفَانِيَ اللَّهُ" يشبه أن يريد بالبرء مبادئ الصحة والقوة، وبالشفاء نهايتها، ويمكن أن يقال: البُرْءُ نعمة محبوبة، وليس في قوله:"بَرَأْتُ" ذكر المنعم، فلما قال:"فَبَرأْتُ"، قَالَ:"فَشَفَانِيَ اللَّهُ" ليضيف النعمة إلى المنعم وذلك نوع من الشكر.
وكتب بعضهم "فَقَرَأْتُ" بدل "فَبَرِأْتُ" وهذا إن كان عَنْ تَثَبُّتٍ فقوله: "فَعَوَّذَنِي" أي ألقى عليَّ الكلمات لأَتَعَوَّذَ بِهَا، كما رُوِيَ أنَّ عثمان بن أبي العاص الثَّقَفِيَّ شَكَا إلى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَجَعًا يَجِدُهُ، قَالَ:"ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي يَأْلَمُ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ" وَيُرْوَي: "بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ"(٢).
وقوله:"تَعَوَّذْ بِهِنَّ فَمَا تَعَوَّذْتُمْ بِمِثْلِهِنَّ" يدل على فضيلة هذه العُوذَةِ.