مَعْبَدٍ قال: رأيت رسول ﷺ يُصَلِّي فكان إذا رَكَعَ سوى ظَهْرَهُ حتى لو صُبَّ عليه الْمَاءُ لَاسْتَقَرَّ (١).
وقوله:"كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ … " إلى آخره يبين أنه ينبغي أن يراعى في الاعتدال عن الركوع الانتهاء إلى حدِّ القيام، وفي رفع الرأس من السجود الانتهاء إلى حدِّ الجلوس.
وقوله:"وَكَان يَفْرُشُ" يقال: فَرَشَ وافْتَرَشَ ذراعيه أي: بسطها، وافْتَرَشَ لسانه: إذا تكلم كيف شاء كأنه بسطه بالكلام، وافْتَرَشَ الشيء: انبسط أيضًا؛ وأما مستقبل "فَرَشَ" فاللفظة في "ديوان الأدب" وغيره من أصول اللغة في باب فَعَلَ يَفْعُلُ، وذكر بعض من شرح الحديث:"يَفْرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى" بفتح الياء وكسر الراء وهذا أكثر استعمالًا في الفقه، ويمكن أن تكون فيه لغتان.
وقوله:"رِجْلُهُ الْيُسْرَى بِرِجْلِهِ الْيُمْنَى" هكذا يوجد اللفظ في "سنن الطيالسي"(٢) ونقل بعضهم: "وَرِجْلُهُ الْيُمْنَى" وقد تحذف الواو تخفيفًا واقتصارًا على إفهام المقصود كما يقال: فلان يعطي زيدًا يعطي عمرًا ويراد العطف، وحينئذٍ
(١) رواه ابن ماجه (٨٧٢). قال صاحب "مصباح الزجاجة": إسناده ضعيف لضعف طلحة بن زيد، وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الطبراني وأبو يعلى. وقال الهيثمي في "المجمع" عن حديث ابن عباس: رجاله موثقون. قلت: فيه سلام الطويل قال البخاري: تركوه، وزيد العمي وهو ضعيف. وللحديث شاهد أيضًا من حديث أبي برزة الأسلمي. والحديث صححه الألباني في "صحيح الجامع" (٤٧٣٢). (٢) قلت: الرواية في "مسند الطيالسي": "وينصب رجله اليمني" كما في "صحيح مسلم" وغيره. والله أعلم.