فإذا كان العبد فقيهًا بهذه المسائل، على عناية بها، فإنه يشتغل بأفضل العمل بحسب الزمان والمكان والحال، وأما إن لم يكن على علم وفقه فلربَّما اشتغل بعمل مفضول يُفوِّت عليه الكثير من الأعمال الفاضلة، وهذا الأمر عدَّه العلماء من تلبيس الشيطان.
كما ذكر الإمام ابن القيم في سياق ذكر العقبات التي يلبس بها الشيطان على الإنسان، قال ﵀:«العقبة السادسة: وهي عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات، فأمره بها، وحسنها في عينه، وزينها له.
وأراه ما فيها من الفضل والربح، ليشغله بها عما هو أفضل منها وأعظم كسبًا وربحًا … فشغله بالمفضول عن الفاضل، وبالمرجوح عن الراجح، وبالمحبوب لله عن الأحب إليه، وبالمرضي عن الأرضى له» (١).