فالعبد إذا أثنى على الله ﷿ بِمَا منَّ عليه من الطاعة يكون قد أدَّى شكر هذه النعمة، والشكر هو قيد النعم، فإذا شكر ربه على توفيقه للطاعة وقال: اللهم ما وفقتني إليه من العمل فمنك، فأسألك أن تتقبله مني، يكون هذا من أعظم أسباب القبول، ومِمَّا يورثه الاستقامة على هذه الطاعة لأنَّه يُثني على الله بها، ويعلم أنَّها من الله، وأمَّا إذا نسب الطاعة لنفسه وأنه أدَّاها بحوله وقوته؛ فهذا من أسباب الخذلان وعدم التوفيق، ويُخشى على العبد أن يُسلب هذه النعمة.
ومن آثار الثناء على الله ﷿ بالطاعة أنَّ العبد إذا عرف أنَّ طاعته هي من مِنَّة الله عليه، فإنَّ هذا يورثه الذل والخضوع لله، ويكسر في نفسه العُجب فلا تجده مُعجبًا بعمله ولا معجبًا بعبادته، وإنّما هو ذليل خاضع لربِّه، وهذا مِمَّا يزيده رفعة عند الله، ولهذا كان السلف يُفضِّلون العبادة مع الذلِّ والانكسار.