فيما قدَّر عليه، لكنَّه لا يتوب ولا يُحدِّث نفسه بالتوبة:
إمَّا للقنوط من رحمة الله، يقول: أصابني الذنب وإني معاقب عليه، فلا تنفع توبة منه ولا استغفار.
وإمَّا للرجاء الكاذب يقول: إنَّ الله غفور رحيم مع الإصرار على الذنب.
وهذا أيضًا تكتنفه شبهتان: شبهة اليأس والقنوط، وهي شبهة الوعيدية ومن وافقهم، وشبهة الرجاء الكاذب وهي شبهة المرجئة الذين يعطون الناس الرجاء مع المداومة على المعاصي، ويقولون: إنَّ الله غفور رحيم.
وقد يظن بعض هؤلاء أنَّ الذنب لا يضر الإيمان كما تقول غلاة المرجئة:«إنَّه لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة»، وهذا خطأ فإنَّ الذنوب مهلكة للعبد، فيجب على العبد أن يستغفر وأن يتوب إلى الله من الذنوب.