الذي حبَّب للعباد فعل الطاعات، وكرَّه إليهم المعاصي، كلُّ هذا من توفيق الله.
وهذا التوفيق أيضًا له سبب من العبد كما بيَّن الله ﷿ هذا في قوله: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ [الليل: ٥ - ١٠].
فالعبد إذا أقبل على الله وامتثل أمره، وصدَّق بثوابه الذي أعده للمطيعين؛ وفَّقَهُ الله، وزاده توفيقًا وهدايةً، وإذا أعرض أو قصَّر؛ كان هذا سببًا لعدم توفيقه، ولعدم إعانة الله ﷿ له.
قال الإمام ابن القيِّم ﵀:«وقد أجمع العارفون بالله على أن الخذلان: أن يكلك الله إلى نفسك ويخلي بينك وبينها، والتوفيق: ألَّا يكلك الله إلى نفسك»(١).