للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

واعلم أن الجهر في مواضعه والإسرار في مواضعه سنة ليس بواجب، فلو جهر موضع الإسرار، أو أسر موضع الجهر فصلاته صحيحة، ولكنه ارتكب المكروه كراهة تنزيه.

(١١٥)

ثم أخبرنا فقال: وقد ورد الترغيب في الجهر بالقراءة في صلاة الليل.

أنبأنا أبو علي الفاضلي شفاهًا غير مرة، أنبأنا يونس بن أبي إسحاق كذلك، أنا أبو القاسم الطرابلسي إذنًا، عن أبي القاسم بن بشكوال، أنا عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، حدثني أبي عن سليمان بن خلف بن عمرون، أنا محمد بن أحمد بن يحيى، أنا محمد بن أيوب بن حبيب، ثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا عصام بن خالد، ثنا نصر بن عبد الله أبو الفتح، ثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل ، قال: قال رسول الله : «من صلى منكم من الليل فليجهر بقراءته، فإن الملائكة تصلي بصلاتة وتسمع لقراءته، وإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء وجيران بيته يصلون بصلاته، ويستمعون

لقراءته، وإنه ليطرد بقراءته عن داره وعن الدور التي حوله فساق الجن ومردة الشياطين» فذكر بقية الحديث وهو طويل.

هكذا أخرجه البزار في مسنده وقال: لا نحفظه عن معاذ إلا بهذا الإسناد، وخالد لم يسمع من معاذ.

قلت: وفيه مع انقطاعه نصر بن عبد الله ما عرفته، وبقية رجاله ثقات.

ووجدت له شاهدًا من حديث عبادة بن الصامت أخرجه محمد بن نصر المروزي في كتاب «قيام الليل» لكنه موقوف على عبادة، وإن ثبت حمل على القيد المتقدم، وهو الأمن من الرياء والأذى.

وقول المصنف في آخر الفصل: (إن الجهر في موضع الإسرار وكذا عكسه مكروه كراهة تنزيه).

إن ثبت فيه الإجماع، وإلا فيمكن أن يؤخذ من عموم قوله : «صلوا كما رأيتموني أصلي».

ووجدت له دليلًا خاصًا أخرجه الطبراني في الكبير: ثنا محمد بن الفضل السفطي، ثنا مهدي بن حفص، ثنا علي بن ثابت، عن الوزاع بن نافع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي أيوب ، قال: قيل: يا رسول الله! إن قومًا يجهرون بالقراءة في الظهر والعصر، قال: «أفلا ترمونهم بالبعر؟».

قلت: ووازع متفق على ضعفه، وإنما ذكرت حديثه لأنبه عليه.

وقول المصنف في الفصل الذي قبل هذا: إن السورة لا تستحب في الأصح في الآخرين، أي: ولا في ثالثة المغرب.

استدلوا له بحديث أبي قتادة في الصحيحين أن النبي كان يقرأ في

<<  <  ج: ص:  >  >>