وقوله:(فكل مسلمٍ متبَّع لمحمد يُعتبر متبعًا لموسى وعيسى وجميع الأنبياء): قال الله تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾ [البقرة: ٢٨٥]، فنحن مكلَّفون بأن نؤمن بجميع الرسل إجمالًا، وتفصيلًا فيما فصَّل الله لنا وقصَّ علينا، ونؤمن بمحمد ﷺ إجمالًا وتفصيلًا.
وقوله:(ولهذا سارع جماعة من أحبار اليهود ورهبان النصارى العقلاء المنصفون إلى الإيمان بمحمد ﷺ، والدخول في الإسلام): وأشهرهم عبد الله بن سلام وأصحابه (١)، والنجاشي (٢)، وقصة إسلامهما مفصَّلة في كتب السنَّة.
* * *
(١) قصة إسلامه أخرجها البخاري (٣٩١١) عن أنس ﵁. (٢) والدليل على إسلام النجاشي: صلاة النبي عليه واستغفاره له. ينظر: صحيح البخاري (٥/ ٥١)، وصحيح مسلم (٣/ ٥٤) وما بعدها، وينظر: مسند أحمد (١٧٤٠)؛ ففيه سرد لقصة هجرة الصحابة إلى الحبشة، وما جرى من الحوار بينه وبين جعفر بن أبي طالب ﵁.