لمّا لَفَظَنِي رامِي (٥) الغُرْبَةِ مِن ديارِ خوارزمَ إلى هذه التربةِ - بمُقاساةِ مَتاعبِ الشدةِ والكُربة، بعد الرجوعِ (٦) من سَفَرِ الكعبةِ - وهي بلادُ الرُّومِ؛ أردتُ أنْ أجمعَ مختصرًا جامعًا هذا المقصودَ، مُشتملًا على المطلوبِ المعهودِ، لنفْسي ولخُلَّص إخواني من المتَعَبِّدين المنقطعينَ إلى اللهِ تعالى، فشرعتُ بتوفيق اللهِ تعالى في جمعِ هذا المختصرٍ وتأليفِهِ وترتيبِهِ وترصيفِه (٧).
وذكرتُ في ابتدائه (٨) مسائلَ معدودةً من أصولِ الدِّين، حتى يحصُلَ للمُكلَّف في معرفةِ صانِعِهِ التحقيقُ واليقينُ.
(١) في هامش الأصل: (المنهج). (٢) في (ص)، و (س): (الدعوة). (٣) جرت عادة المصنّفين أن يذكروا قبل قولِهم (فيقول فلان … ) قولَهم: (أمّا بعد)، ولعلّها سقطت سهوًا من النسّاخ. (٤) هكذ في النسخ، وما رجحناه أنه ابن شيخ الإسلام. (٥) في (ص): (ترامي). (٦) زاد في (س): (والكربة من)، و "الكرية" من: كَرًا (الأْمر) يَكْرُوه، ويَكْيريه كَرْوًا، وكريًا: أَعَادَهُ مَرَارًا، أي مرّة بعد أُخْرَى، والكُريةُ: القبرُ والحفرة، يُنظر: تاج العروس (٣٩/ ٣٩٥). (٧) في (س): (وتوصيفه) وفي هامشها نسخة: (وترصيفه). (٨) في (ص): (في الابتداء).