ودخل يومًا دارَه، فسمع بكاءَ ولدٍ له رَضيع، فقال: ما له؟ قالوا: فَطَمْناه، فكتب على مَهْده:[من الخفيف]
مَنَعوه أحبَّ شيءٍ إليه … من جميع الوَرى ومن والدَيه
مَنَعوه غِذاءَه ولقد كان … مُباحًا له وبين يديه
عَجَبًا منه ذا على صِغَرِ السِّنْـ … ــنِ هَوى فاهتَدى الفِراقُ إليه (١)
وقال أيضًا:[من الخفيف]
هَدَمَ الشَّيبُ ما بناه الشَّبابُ … فالغَواني وما عُصِينَ غِضابُ
قُلِبَ الآبَنوسُ عاجًا فللأعـ … ـــيُنِ منه (٢) وللقلوبِ انْقِلابُ
وضَلالٌ في الرَّأي أن يُشْنَأ البا … زي على حُسْنه ويُهْوى الغُرابُ
وكتب على قبر ابنته:[من مجزوء الخفيف]
آنَس اللهُ وَحْشَتِكْ … رحم الله وَحْدَتكْ
أنتِ في صُحبةِ البِلى … أحسَنَ الله صُحْبَتِكْ (٣)
(١) تاريخ دمشق ٢/ ١١٧ (مخطوط). (٢) لم يجود البيت في النسخ، والمثبت من تاريخ دمشق ٢/ ١١٥. (٣) تاريخ دمشق ٢/ ١١٤، وجاء عقب البيت في (م): انتهت ترجمته والله أعلم.