فأضْحَى الذي قد كان منّي يسرُّني … كبرقٍ مضى في الذاهبات (٥) الغوابرِ
فيا ليتني لم أُمسِ في الملك ليلةً … ولا عشتُ في اللذَّات عيشَ النواضرِ (٦)
وكنتُ كذي طِمْرَين عاش ببُلْغةٍ … من العيش حتى زار ضنك المقابرِ
ثم قال: أسنِدُوني. فأسندوه، فكحَلَ عينَيه وأَذِنَ للناس، فدخلوا للسلام عليه قيامًا، فلما خرجوا أنشد:
وتجلُّدي للشَّمامِتينَ أُرِيهمُ … أنِّي لِرَيبِ الدَّهْرِ لا أتَضَعْصعُ
وإذا المنيَّةُ أنشبَت مِخْلابَها (٧) … ألْفَيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ (٨)
ثم جعل يتمَلْمَلُ ويقول: ما لي ولِحُجْرٍ وأصحابِه (٩)، يا ليتني كنتُ رجلًا من قريش بذي طُوى، ولم ألِ من هذا الأمر شيئًا (١٠).
(١) في (ب) و (خ): ذنبه، وهو خطأ. ومن قوله: أشار إلى عمر بن الخطاب … إلى آخر هذين البيتين، ليس في (م)، والبيتان في "أنساب الأشراف" ٤/ ١٧٢ و"بهجة المجالس" ٣/ ٣٦٩، و"تاريخ دمشق" ٦٨/ ٣٢٥. (٢) في (ب) و (خ): وذلّت. والمثبت من (م) وهو الموافق لما في "تاريخ دمشق" ٦٨/ ٣١٩. (٣) في "بهجة المجالس" ٣/ ٣٧٠، و"تاريخ دمشق" ٦٨/ ٣١٩: البواتر. (٤) في "تاريخ دمشق": وسِلْم قماقيم الملوك الجبابر. (٥) في "تاريخ دمشق": كحلم مضى في المزمنات. وفيه أيضًا: كلمحٍ مضى … (٦) في "بهجة المجالس" و "تاريخ دمشق": فيا ليتني لم أُغْنَ في الملك ساعة … ولم أُغْنَ في لذات عيش نواضرِ (٧) في "تاريخ دمشق" ٦٨/ ٣٢٣: أظفارها. (٨) البيتان لأبي ذُؤيب الهُذلي، من قصيدته التي مطلعها: أمن النون وريبها تتوجّعُ … وهي في "ديوان الهذليين" ص ١. (٩) سلف خبر حُجْر بن عديّ في السنة الحادية والخمسين. (١٠) تاريخ دمشق ٦٨/ ٣٢٤ و ٣٢٥.