﴿قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ﴾ [٦] قال: هو الجدال في الدين والخوض في الباطل.
قوله: ﴿وَاِتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ﴾ [١٥] يعني من لم يهتد الطريق إلى الحق ﷿ فليتبع آثار الصالحين لتوصله بركة متابعتهم إلى طريق الحق، ألا ترى كيف نفع اتباع الصالحين كلب أصحاب الكهف، حتى ذكره الله تعالى بالخير مرارا، وقد قال النبي ﷺ في ذلك الحديث:«هم الذين لا يشقى بهم جليسهم»(١).
قوله: ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ [١٩] فإنه يصيح لرؤية الشيطان، فلذلك سماه الله تعالى منكرا. ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً﴾ [٢٠] الظاهرة محبة الصالحين، والباطنة سكون القلب إلى الله تعالى.
قوله: ﴿وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ [٢٢] قال: من يخلص دينه لله ﷿ ويحسن أدب الإخلاص، ﴿بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى﴾ [٢٢] وهي السنة.
قوله: ﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنّاسِ﴾ [١٨] أي لا تعرض وجهك عمن استرشدك الطريق إلينا، وعرفهم نعمتي وإحساني لديهم.
قوله: ﴿وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً﴾ [٣٤] أي ما له وعليه في الغيب من المقدور فاحذروه بإقامة ذكره والصراخ إليه، حتى يكون هو المتولي لشأنهم، كما قال: ﴿يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ﴾ [الرعد: ٣٩].
قوله تعالى: ﴿وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ [٣٤] قال: على أي حكم تموت من السعادة والشقاوة، ولذلك قال الرسول ﷺ:«لا تغرنكم كثرة الأعمال فإن الأعمال بالخواتيم»(٢).
(١) صحيح البخاري: كتاب الدعوات رقم ٦٠٤٥؛ وصحيح مسلم: كتاب الذكر رقم ٢٦٨٩. (٢) مسند أحمد ٥/ ٣٣٥؛ والترغيب والترهيب ٤/ ٤٨.