وألقى ما فِي بطنه حتى كَانَ يَقُولُ لأصحابه: أقتلوني، أريحوني من الحياة، لشدة ما كَانَ يناله من الْألم. قَالَ لأصحابه: رَأَيْت كأن أهل دمشق كلهم بالسهام "فأخطأوني"١، غير رجلٍ أصابني سَهْمُه، ولو سميته لَعَبَدَهُ أهل دمشق، فكانوا يرون أَنَّهُ ابن الْجَرمي، أصابت دعوتُه، وعاش ابن الْجَرمي بعده ستًا وأربعين سنة.
تُوُفِّي فِي عشر ذي الحجة، وله سبعٌ وسبعون سنة، رحمه اللَّه.
٣٧٥- الْحُسَيْن بْن أحْمَد بن جَعْفَر، أَبُو عَبْد اللَّه بْن الكَوْسَج المعدّل. تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.
٣٧٦- الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القُنَين البغدادي، أَبُو عَبْد اللَّه المقرئ فِي مسجده عند داره، وكان من أصحاب عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم.
قرأ عَلَيْهِ أحْمَد بْن مُحَمَّد القَنْطري المجاور، وله سماع من أَبِي عُمَر الزّاهد وغيره.
مات فِي شعبان.
٣٧٧- الْحُسَيْن بْن وليد بْن نصر، أبو القاسم القُرْطُبي العريف النَّحْوِيّ٣، أَبُو حسن بْن وليد النَّحْوِيّ.
كَانَ عارفًا بالنَّحو، بارعًا فِيهِ. أخذ عَنِ ابن القوطية، وحجّ، فسمع من أَبِي الطاهر الذُّهْلي، وابْن رشيق، وأقام بمصر أعوامًا، ثم رجع إلى الْأندلس، فأدّب أولاد المنصور مُحَمَّد بْن أَبِي عامر. تُوُفِّي بطليطلة في رجب.
١ في الأصل "فأخطوني". ٢ الصلة لابن بشكوال "١/ ١٣٥". ٣ تاريخ علماء الأندلس "١/ ١١٤".