فبقى الأوّل لا شيء عنده، فاَتفَقَ أنّه كتب إلى الثّالث، وهو صديقه، يذكر حاله، فأرسل إليه الصُّرّة بخَتْمها، فَعَرَفها وركب إليه وقال: ما شأن هذه؟ فأخبره الخبر.
فركِب إلى الَّذِي أرسلها، وشرحوا القصّة، ثُمَّ فتحوها واقتسموها. قال ابن البُهْلُول: الثلاثة: يعقوب بْن شَيْبة، وأبو حسّان الزّياديّ، وآخر نَسَبه الراوي. إسنادها صحيح١.
تُوُفّي أبو حسّان في رجب سنة اثنتين وأربعين، وكان مِن كبار أصحاب الواقديّ، وعاش تسعا وثمانين سنة٢.
١٤٣- الحَسَن بن عليّ بن الْجَعْد بن عُبَيْد الجوهريّ٣.
قاضي مدينة المنصور.
كان سَرِيّا محتشما، ذا مُروءة. ولي القضاء فِي حياة أبيه سنة ثمانٍ وعشرين.
سئل الإمام أحمد عنه فقال: بلغني أنه رجع عن التهجم.
قال طلحة بن محمد الشّاهد: تُوُفّي هو وأبو حسّان الزياديّ في وقتٍ واحد، وكلُّ واحد منهما، قاضٍ، أحدهما على المدينة، والآخر على الشّرقيّة في سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وفي ذلك يقول ابن أبي حكيم:
سُرَّ بالكرْخ والمدينة قومٌ ... مات فِي جُمعةٍ لهم قاضيان
لَهْفَ نفْسي على الزّيادي منهم ... ثُمَّ لهفي على فَتَى الفِتْيانِ
١٤٤- الحَسَن بن عليّ بن محمد الهذلي الحلواني الخلال الريحاني٤ -ع. سوى ن- أبو محمد الحافظ نزيل مكّة.
١ تهذيب تاريخ دمشق "٤/ ١٩٦". ٢ وراجع: تاريخ بغداد "٧/ ٣٦١". ٣ الكامل في التاريخ "٧/ ٨٢"، والبداية "١٠/ ٣٤٣". ٤ المعارف لابن قتيبة "٤٥٦"، والتهذيب "٢/ ٣٠٢-٣٠٤"، والجرح والتعديل "٣/ ٢١".