ثمّ رَأَى المصلحة أن يتلافى أمر السّلطان، فسار بنفسه إلى بغداد بتقادُم وتُحَف للسّلطان والخليفة، فرأى مِن الإكرام والتّبجيل ما لَا مَزِيد عَليْهِ، وشُرّف بالخِلَع٤، وكتب لَهُ السّلطان منشورًا بإمرة الشّام جميعه٥.
وكان السّلطان هذه السّنة قد قِدم بغداد واجتمع بعه طُغتِكين في ذي القِعْدة٦.
مصالحة بغدوين والأفضل:
قَالَ سِبْط الجوزيّ: وفيها صالح بغدوين صاحب القدس الأفضل متولّي الدّيار المصرية. وكان بغدوين صاحب القدس قد سار إلى السّنجة المعروفة ممّا يلي العريش، فأخذ قافلة عظيمة جاءت مِن مصر، فهادنه الأفضل، وأمِن النّاس قليلًا٧.
١ الكامل في التاريخ "١٠/ ٥١٠، ٥١١"، والبداية والنهاية "١٢/ ١٧٩". ٢ أي سنة ٥١٠هـ، كما في الكامل "١٠/ ٥١١". ٣ الكامل في التاريخ "١٠/ ٥١٢"، وذيل تاريخ دمشق "١٩٢"، وتاريخ طرابلس "١/ ٤٨٩". ٤ الكامل "١٠/ ٥١٤". ٥ البداية والنهاية "١٢/ ١٧٩". ٦ المختصر في أخبار البشر "٢/ ٢٢٩". ٧ النجوم الزاهرة "٥/ ٢٠٩".