ولا تَكِلْني على بُعْدِ الدِّيارِ إلى … صَبْرِي الضَّعيفِ فصبري أنت تعلمُهُ
تَلَقَّ قلبي فقد أرْسلْتُهُ عَجِلًا … إلى لقائك والأشواقُ تَقْدُمُه (٢)
فإذا دخل على الحبيب أُفِيضَتْ عليه الخِلَعُ من كلِّ ناحية؛ ليُمْتحَن أيَسكُنُ إليها فتكون حظَّهُ؟ أم يكون التفاتُهُ إلى من ألبسَهُ إيَّاها؟
• مَلَؤوا مراكبَ القلوب متاعًا لا يَنفقُ إلا على الملك، فلما هَبَّتْ رياحُ السَّحرِ أقلعتْ تلك المراكبُ، فما طلعَ الفجرُ إلَّا وهي بالمِيناء.
• قطعوا باديةَ الهوى بأقدام الجدِّ، فما كان إلَّا القليلُ حتى قَدِمُوا من السفر، فأعقبَهم (٣) الراحةُ في طرَيقِ التلقِّي، فدخلوا بلدَ الوصلِ وقد حَازوا رِبْحَ الأبد.
• فَرَّغَ القومُ قُلوبَهم من الشواغل، فضُرِبَتْ فيها سُرادِقاتُ المحبة، فأقاموا العيونَ تَحْرُسُ تارةً وتَرُشُّ أخرى.
(١) البيت للشبلي في تاريخ بغداد (١٤/ ٣٩٠). (٢) الأبيات في المدهش (ص ٢٥٥)، وما عدا الأول في بدائع الفوائد (٣/ ١١٧٩). (٣) كذا في الأصل، ولعل الصواب: "فاعتنقتهم" كما في المدهش.