باب الخليفه بسبب وديعته، ولم يحصل منها على طايل. ثم قبض عليه الملك المغيث صاحب الكرك، واعتقله بالشوبك. ثم خلص وقصد التوجه الى بغداد لنصرة الخليفه.
فسبق الخبر باخد التتار لبغداد، فتاخر فى دمشق، فتوفى بالطاعون الدى كان فى هده السنه بالبلاد الشاميه رحمة الله عليه. وكان عمره يومئذ ثلثه وخمسين سنه، فان مولده سنه ثلثه (٤) وستمايه. وكان قد غلب عليه الشيب لكثره الاهوال التى مرت به. وكان ملكا فاضلا عالما فقيها جيد الشعر. فمن قوله <من الطويل>:
أتانى هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلبى فارغا فتمكنا
فطرت على حبّى لها وألفته ... ولا بد أن ألقى به الله معلنا
ولم يخل من قلبى هواها بقدر ما ... أقول أتاه فارغا فتمكنا