والمنثور، كالدرّ المنثور، فى الرياض مبثور، قد جمع بين النور والنور، قد تنوّع فى صبغته، فسبحان من ذى الصبغة صبغته، وذى الصنعة صنعته، فهو بين أزرق سماء، وأبيض ماء، وأحمر قانى، وأصفر فاقع، يسرّ الناظرانى، مع عدّة ألوان ملهيات، متنوّعة من هذه الأمّهات، تنزّه الناظر، وتهيم الخاطر، فأصفرها كالدينار، وأحمرها كالجلّنار، وأبيضها يقق، على خضرة ذلك الورق، وكذلك الفيروزج الأزرق، وهو فى رياضه ملتزّ، كما قال ابن المعتزّ (من السريع):
أصبح ذا المنثور منثورا ... يبهر فى الحسن الدنانيرا
كأنّه منطقة فصلت ... تبرا وياقوتا وكافورا
وقوله:(من السريع):
انظر إلى المنثور ما بيننا ... وقد كساه الطلّ فصبّغا