سقيناهم كأسا سقونا بمثلها ... ولكنّهم كانوا على الموت أصبرا
قوله: وكنا حسبنا: أي كنا نطمع في أمر فوجدناه على خلاف ما كنا نظن، وهو من قولهم في المثل: ما كل بيضاء شحمة، وما كل سوداء تمرة.
والنّبع: شجر صلب ينبت في الجبال، تعمل منه القسي. ومن أمثالهم: النبع يقرع بعضه بعضا، فضربه مثلا لهم
ولأعدائهم، وشهد لهم بالصبر في قوله:
.. أبت عيدانه أن تكسّرا
وتغلبية: بالغين المعجمة، بنو تغلب بن علوان (٣). وجرد: جمع أجرد، وهو الفرس إذا رقت شعرته. وللمنية: متعلق بيقودون، أو بضمر، وهو جمع ضامر، من ضمر الفرس ضمورا خفّ لحمه. وقوله: أصبرا: أي أصبر منا، شهد لأعدائه أيضا بالغلبة. قال التبريزي: وبعضهم تأوّل البيت على أنه أراد أن القتل كان
(١) الحماسة ١/ ١٥٠ (٢) في الحماسة: (ولما لقينا). (٣) كذا بالاصل، وفي الحماسة ١/ ١٥٢: (تغلب بن حلوان بن عمران ابن إلحاف بن قضاعة).