هذا من قصيدة طويلة لجرير تزيد على مائة وعشرين بيتا. قال ابن سلام في طبقات الشعراء (٢): حدثني أبو الغرّاف: إن الراعي كان يسئل عن جرير والفرزدق، فيقول: الفرزدق أكرمهما وأشعرهما. فلقيه جرير فاستعذره من نفسه، وطلب إليه أن لا يدخل بينهما وقال: أنا كنت أولى بعونك، إني لأمدحكم، وإنه ليهجوكم، قال: أجل، ولست، لمساءتك بعائد. ثم بلغ جريرا أنه قد عاد في تفضيل الفرزدق عليه، فلقيه بالبصرة وجرير على بغلة، فعاتبه فقال: استعذرتك فزعمت أنّك غير داخل بيني وبين يحيى (٣)، قال: والراعي يعتذر إليه، اذ أقبل ابنه جندل، وكان فيه خطل وعجب، فقال لأبيه: لأراك تعتذر الى ابن الاماء، نعم، والله لنفضلنّ عليك، ولنروينّ هجاءك، ولنهجونّك من تلقاء أنفسنا.
وضرب مقلعة (٤) وقال:
ألم تر أنّ كلب بني كليب ... أراد حياض دجلة ثمّ هابا
(١) ديوان جرير ٦٤، والخزانة ١/ ٣٤، وابن عقيل ١/ ٢٣ وطبقات الشعراء ٣٧٤، والنقائض ٤٣٢ (٢) ص ٣٧٣، وانظر الاغاني ٢٠/ ١٧١ (يولاق). (٣) كذا بالاصل وصحتها: (ابن عمي) كما في طبقات الشعراء. (٤) كذا بالاصل، وصحتها: (وضرب وجه بغلته) كما في الطبقات.