فلما فرغت من القصيدة قال محصن الفقعسيّ وكان من جلساء الحجاج: من ذا الذي تقول هذه فيه. فو الله إني لأظنها كاذبة، فنظرت إليه ثم قالت: أيها الأمير، إن هذا القائل لو رأى توبة لسرّه أن لا تكون في داره عذراء إلّا وهي حامل منه.
قال الحجاج: هذا وأبيك الجواب وقد كنت غنيا عنه، ثم قال لها: سلي يا ليلى تعطي، قالت: أعط فمثلك زاد فأجمل، قال: لك أربعون، قالت: زد فمثلك زاد ففضل، قال: لك ستون، قالت: زد فمثلك زاد فأكمل، قال لك ثمانون، قالت:
زد فمثلك زاد فتمم، قال: لك مائة، واعلمي أنها غنم، قالت: معاذ الله أيها الأمير:
أنت أجود جودا، وأمجد مجدا، وأروى زندا، من أن تجعلها غنما، قال: فما هي ويحك يا ليلى. قالت: مائة من الأبل برعاتها. فأمر لها بها، ثم قال: ألك حاجة بعدها. قالت: تدفع إليّ النابغة الجعدي، قال: فعلت، وقد كانت تهجوه ويهجوها،
(١) كذا بالاصل، وفي الامالي والكامل ١٢٠٨: (لتبك عليه ... المتحدر) والمعلوم ان القافية رائية وليست دالية، وخفاجة هو ابن عقيل بن كعب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة. (٢) امالي ابن الشجري ١/ ٤٢ وفيه وفي الامالي والكامل والاغاني: (لم ينخ)، وعجز البيت في ابن الشجري والكامل برواية: ينجد ولم يهبط مع المتغور، والكراكي جمع كركرة، وهي زور البعير الذي اذا برك أصاب الارض وهي ناتئة عن جسمه كالقرصة. (اللسان).