بعضهم: الذين أنعمت عليهم هم الأنبياء، وهو كقوله: {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين .. إلى آخر الآية} (١) والإسلام يجمعهم جميعا. (٢)
ويقول:
{الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} (٣) وهو الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم. وتفسيره في سورة الأعراف. (٤)
وقد تقدم شيء من ذلك أيضا فيما سبق.
[رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة]
وقد قام الهواري بحذف كثير من الأحاديث والأخبار الواردة في تفسير ابن سلام. والتي لا تتفق وأصول مذهبه. ومن ذلك:
حذف أحاديث في تفسير قوله تعالى {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} (٥) وهي أحاديث في الشفاعة.
حذف أحاديث متتابعة في تفسير قوله تعالى {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} (٦) وهي أحاديث الجهنميين، أو عتقاء الرحمن.
كما اختصر هود أغلب سلاسل الإسناد أو حذفها، واكتفى بذكر الصحابي الذي روى الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ومن الأحاديث التي تفرد بذكرها أو وهم فيها:
قال: ذكر أبو زيد قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة نمشي في بعض طرق المدينة ويدي في يده، إذ مررنا برجل يتهجد من الليل وهو يقرأ فاتحة الكتاب، فذهبت أكلم النبي عليه السلام فأرسل يدي من يده وقال: صه، وجعل يستمع. فلما فرغ الرجل منها قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مافي القرآن مثلها. (٧)
وهو يذكر أحاديث لا أصل لها ومن ذلك تكراره لحديث نسبه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: السنة سنتان، وما سوى ذلك فريضة: سنة في فريضة، الأخذ بها هدى وتركها ضلالة، وسنة في غير فريضة، الأخذ بها فضيلة وتركها ليس بخطيئة. (٨)
ومن ذلك قوله: ذكر بعضهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "العقل
(١) مريم: ٥٨.
(٢) ١/ ٧٧.
(٣) البقرة: ٢٧.
(٤) ١/ ٩١.
(٥) مريم: ٨٧.
(٦) الحجر: ٢.
(٧) ١/ ٧٥ ولم أقف على هذا الحديث.
(٨) قال المحقق: لم أجد هذا القول حديثًا مرفوعًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسيتكرر وروده في هذا التفسير وأقرب ما وجدته من ذلك قول نسب إلى مكحول بلفظ " السنة سنتان: سنة أخذها هدى وتركها ضلالة، وسنة أخذها حسن وتركها لا بأس به" ١/ ٨٢.